تلفزيون السلام-فلسطين-بينما تنشغل كثير من الأسر الغزية في عيد الأضحى بذبح الأضحية من كل عام وتوزيعها على الفقراء والمساكين....فان هناك من لا يعرف العيد ولا يعرف طعم اللحم فيه.. فثمة عائلات لا تسترها إلا جدران مهترئة لا تقي من حر الصيف ولا برد الشتاء...
عائلة كلوب واحدة من هذه العائلات التي لا تعرف للعيد معنى،،،فلا عائلة يلتم شملها في هذا اليوم ولا مائدة لحم تسد جوع 7 من الأبناء تركتهم الظروف لمواجهة تحدياتها.
يوسف في الصف الأول الإعدادي سيغسل ثيابه التي يلبسها حتى يعيد لبسها في أيام العيد لأنه ببساطة ليس لديه معيل يشتري له ولإخوته ثياب العيد.
هذا حال يوسف كلوب وإخوته منذ 9 سنوات عندما هجرهم والدهم وطلق والدتهم ليعيش الإخوة عند خالتهم التي لم تتزوج وتقرر الإنفاق عليهم.
وعن عيد الأضحى تحدث يوسف: "نحن لا نعرف العيد منذ سنوات،،، وفي كل عيد أضحى نحن كما نحن نلبس ذات الملابس،،، حتى أختي الصغيرة ستلبس ذات الحذاء المهتري فليس لدي مال لاشتري غيره لها".
ويعيش الإخوة السبعة لدى خالتهم التي أصيبت بجلطة قبل ثلاثة شهور في احد أزقة مخيم الشاطئ في مدينة غزة،،، منزل يفتقد لأدنى مقومات الحياة فرائحة العفونة تنبعث من بين جدران الغرفة الوحيدة الرطبة التي تمثل لهؤلاء الأطفال غرفة النوم والمطبخ".
وتابع يوسف "قبل ان تصاب خالتي بجلطة أقعدتها طريحة الفراش كانت تعطينا مصروفنا وتصرف علينا ولكن اليوم بتنا ننتظر فاعل خير يطرق بابنا ويسكت جوع إخوتي الصغار الذين لا يعروفون معنى الصبر على الجوع".
وعن مستقبل إخوته يقول يوسف: "عندما أكبر لن اتركهم بهذا الحال سأغير لهم المنزل واشتري لهم ثياب العيد وأعطيهم العيديدة كما سأهتم بخالتي التي لم تبخل علينا بشي".
قريبا من مخيم الشاطئ تعيش أسرة غزية أخرى بحال ليس أفضل من عائلة كلوب فتلك الأسرة أيضا تنتظر من يسد رمقها بأضحية العيد في كل عام.
عائلة أبو سامي امتنعت عن الذبح منذ أن فقد رب الأسرة عمله في اسرائيل إبان انتفاضة الأقصى ليستبدله بعمل هنا في غزة أجره الأسبوعي 200 شيكل فقط.
وتقول أم سامي في هذا الصدد "نفسي اذبح ولكن ما يتقاضه زوجي لا يكفي لسد مصاريفنا اليومية لذلك ننتظر من يوزع علينا اللحمة من الجيران والأقارب"، مبينة أنها إذا توفرت اللحمة فإنها تطعمها لأبنائها وإذا لم تتوفر فهي في غنى عنها نظرا لارتفاع أسعار اللحوم وعدم قدرتها على الشراء.