تلفزيون السلام-فلسطين-"حج يا حج" من مكة الى عرفات ومنه الى مزدلفة وصولا الى منى ورمي الجمرات رحلة لقرابة 4 مليون حاج جاءوا من كل فج عميق منهم من يترجل سيرا على الاقدام وسط الجبال القاحلة ومنهم من يعتلي الحافلات حيث قدرت احصائيات غير رسمية ان 30000 حافلة يشاركون في عملية نقل الحجاج وسط اجراءات شرطية تستخدم فيها كل تقنيات التكنولوجيا بما فيها الطائرات التي تصدر التعليمات لمن ينظمون الطرقات.
ورغم الاستخدام الهائل للتكنولوجيا والاعداد البشرية التي ترافق الحجيج وتسهل اجراءات المرور الا ان المكوث في الحافلات قد يستغرق قرابة الست ساعات في مكان واحد خاصة بعد النفرة من عرفات.
رجال ونساء صغار وكبار في السن يستعينون بصبر من الله فتراهم يترجلون من الحافلات عند اقرب نقطة من الجمرات فتجد انك ستسير قرابة 3 كيلوات مشيا على الاقدام في انفاق الجبال القاحلة وعند العودة الى نقطة البداية لا تجد الحافلة وعندما يتصل القائمون على الامر للبحث عن السائق يجدونه بات بعيدا فلا احد يستطيع المشي او الانتظار وتبدأ رحلة العودة بالبحث عن سيارة اخرى لنقل الحجاج الى السكن او الحرم وسط مفاصلة على السعر والتشديد على عدم التيه مرة اخرى.
في الحج السير على الاقدام يصبح عبادة فالعمل على قدر المشقة، أفواج الحجيج من كل الاماكن تسير في طرقات مكة تجد كل الثقافات الاسيوية متمثلة في الملبس والمأكل والاصوات التي تصدر من هنا وهناك والاجمل ان الاسم المنادى به على الجميع "يا محمد" وسرعان ما يلتفت اليك السائق وصاحب المطعم والبقالة فاي شخص لا تعرفه تستطيع ان تناديه بـ محمد فالازدحام في كل مكان.
في مني ترى كل الحجيج وفي الحرم المكي كذلك وفي محيط الجمرات تتخيل ان كافة الحجاج في الارض قد افترشوا الارض للنوم على الارصفة تسير بينهم تكاد لا تعرف شيئا لغات لا تدركها ووجوه لبلاد لا تعرفها من قبل...
في الحرم المكي تريد الذهاب لطواف الافاضة والسعي قبل الجمع الكبير ما تفكر فيه تجد الملايين تفكر فيه عندما تبدأ السير تجد معظم الحجيج يسيرون في نفس الاتجاه، من منا يتمكن من الوصول لصحن الكعبة! من يستطيع الطواف في الادوار العلوية؟ تبدأ الطواف كتف بكتف هناك تجد الحملات من كل الاجناس يطوفون كالقطار فالقاطرة السوداء هي الاشد فتكا علينا يطوفون بسرعة وبقوة لا تستطيع صدها او مجاراتها عليك الا تقترب في كل زاوية في الطواف قطار بشري يمثل جنس بعينه- الفلبينيين والاسيويين والهنديين- وغيرهم بالاضافة الى الاندونيسيين وصولا للايرانيين والعربى البشر يسيرون ليس علي اقدامهم بل يسيرون بالتدافع وسط الدعاء والابتهال الى الله الكل يدعي اما مجاهرة او مناجاة في القلب.
تنتهي من الطواف لتبدأ بالدخول الى المسعى بين الصفا والمروه لتجد التزاحم اشد ضراوة تبدأ بعد الاشواط انتهاء بالمروه الخروج من هنا لا يحتاج الى تخطيط التدافع وحده يكفي.
"حج يا حج - ويا محمد- وطريق" كلمات تسمعها في كل مكان هي الكلمات المشتركة والتي يفهمها كل الحجيج من كل بقاع الارض اينما اتجهت في المشاعر تجدهم يقولون لك حج يا حج او طريق او يا محمد وكلاها تفيد المنادة وان تفتح المجال للاخرين.
في الحرم المكي هناك عمال ومركبات تنزل فجأة تنظف تغسل بلاط وارضية الحرم فريق متكامل يغطس بين البشر لا تعرف كيف اقتحموا المكان لا يمكن لك ان تتخيل انهم هبطوا بالمظلات او خرجوا من نفق ارضي يعملون بسرعة قياسية وتنظر للارض تجدها تلمع وكانها اقيمت الان ...
فتبقى هذه الجمل ترافقق اينما ذهبت "حج يا حج" في الطرقات.. في كل زوايا المشاعر...