تلفزيون السلام-فلسطين-بمغيب شمس اليوم الخميس باشر حجاج بيت الله الحرام النفرة الى مشعر مزدلفة بعد الوقوف على صعيد عرفات حيث أدوا ركن الحج الاعظم.
ونفر الحجاج إلى مزدلفة وهم يرددون "لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك"، ليقضوا ليلتهم هناك ويجمعوا الحصى لإتمام ما بقي من مناسك الحج من رمي الجمرات والحل من الإحرام.
وادى اليوم ملايين الحجاج الركن الأعظم من الحج بوقوفهم على صعيد عرفات، ويعتبر هذا اليوم هو أهم يوم من رحلة الحج ومناسكه لقوله صلى الله عليه وسلم "الحج عرفة".
وتناول مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ خلال خطبة عرفات اليوم، ما يشهده العالم الإسلامي من أحداث دامية وفتن ومصائب وتخريب الممتلكات داعيا حكام الشعوب الإسلامية لأن يعملوا من أجل الحوار والتفاهم وحل الخلاف بالرجوع إلى أحكام الشريعة وحقن الدماء وعدم استعمال السلاح، محذرا في الوقت نفسه من مكائد أعدائهم الذين يحاولون زعزعة أمن الشعوب وحكامها لإثارة الطائفية البغيضة ولزعزعة الأمة وسلب أمانها واستقرارها.
كما دعا حكام المسلمين أن يديروا بلادهم بمحض إرادتهم من غير إملاءات خارجية، وتطويرها اقتصاديا وذلك بزيادة الإنتاج والخير والخيرات, وتشغيل الأيدي العاملة.
ووصف المال بأنه عصب الحياة وتقدمها وحل مشاكلها ، مطالبا أرباب الثروات وصناع القرار أن يرشدوا الأمة الإسلامية إلى أين تصرف هذه الأموال، وأن تكون في مشروعات داخلية لتقوية اقتصادها واقتصاد شبابها.
وأوضح أن هناك أموالا مودعة لبعض أبناء المسلمين في غير الدول الإسلامية مما ساعد على نمو اقتصادهم وتقدم هذه الدول، لافتا إلى أن "هذه الأموال لو كانت في بلاد الإسلام لأدت لنمو اقتصادها وإقامة مشروعات علمية واقتصادية تفيد الأمة، في معالجة الفقر والتخلف والبطالة ".
وطالب المفتي المسلمين بضرورة التأكيد على أن تكون الشريعة الإسلامية هي مصدر لأنظمة الأمة الإسلامية في جميع سياساتها مبينا أن الشريعة هي حاكمة لجميع شؤون الحياة وصالحة لكل زمان ومكان ولا يجوز معارضتها ولا نقدها بأي تشريع مهما كان مصدره.
ووصف آل الشيخ محاولة البعض الطعن في الدين الإسلامي ومسلماته بدعوى الحرية، بأنهم شرذمة وشعاراتهم زائفة لافتا إلى أن "من اعترضوا على القصاص والحدود ومنزلة المرأة في الإسلام هم أعداء الإسلام وجزء من الحملات التي يشنها البعض ضد هذه الأمة لتغييرها وإبعادها عن دينها وطمس هويتها وتغريب مجتمعاتها".